غدًا.. جولة الحسم في الانتخابات التركية
تنطلق غدًا الأحد 28 مايو، جولة الإعادة للانتخابات الرئاسية التركية، بين الرئيس المنتهية ولايته رجب طيب أردوغان، ومنافسه الأبرز كمال كليتشدار أوغلو، ويصوت أكثر من 64 مليون تركي خلال جولة الإعادة منهم 3,4 ملايين بالخارج، في 192 ألف مركز اقتراع، على أن تفتح مراكز الاقتراع أبوابها في الساعة الثامنة صباح الغد وتغلق في الخامسة مساء نفس اليوم.
وأظهرت نتائج الجولة الأولى من الانتخابات والتي أجريت منتصف مايو الجاري، حصول أردوغان الرمشح الأقوى على 49.5٪ من الأصوات الصحيحة، بينما حصل المرشح المعارض أوغلو على 44.9٪ من إجمالي الأصوات، وجاء في الترتيب المرشح سنان اوغان بنسبة وصلت إلى 5.2٪.
5 سنوات جديدة من حكم أردوغان
ومنذ 100 عام لم يحدث أن لجأت تركيا إلى جولة حسم ثانية في الانتخابات، حيث تعد هذه هي المرة الأولى التي تصل فيها الانتخابات إلى جولة ثانية حاسمة، وخلال هذه الجولة يصل المرشح صاحب النصيب الأعلى في الأصوات إلى سدة الحكم مباشرة دون شرط الحصول على 50 + 1 من عدد الأصوات.
الانتخابات التركية الحالية تعد الأهم على كافة الصعدة، حيث يسعي أردوغان الذي حكم البلاد لمدة عقدين من الزمان 20 عامًا إلى الوصول لسدة الحكم لـ 5 سنوات جديدة، ليكون أطول حكام الدولة التركية الحديثة بقاء في السلطة، وسط معارضة تركية تصفه بصاحب النزعة الاستبدادية، بينما يسعى مرشح المعارضة أوغلو إلى الاعتماد على الغضب الشعبي ضد الرئيس المنتهية ولايته، خاصة بعد أحداث الزلازل التي ضربت البلاد مؤخرًا، وكذلك الأوضاع الاقتصادية المتدهورة للشعب التركي، فضلًا عن الغضب الشعبي ضد توسيع صلاحيات الرئيس التي أقرها أردوغان عام 2017.
وأطلق أردوغان على مدار فترة الانتخابات العديد من الوعود للشعب التركي، خاصة أولئك الذي تحاول المعارضة ضمهم إليها مثل متضرري زلازل فبراير، الذين وعدهم أردوغان بمساكن جديدة حال فوزه بالانتخابات، فضلًا التطرق إلى ملف المهاجرين، والملف الاقتصادي.
أوغلو يحاول لم شمل المعارضة
في نفس السياق، يحاول المرشح المنافس أوغلو استقطاب المعارضة ولم شملها، من أجل مواجهة أردوغان ومحاولة كسب جولة الحسم، ويضم تحالف أوغلو 6 أحزاب، فيما يدعمه أحزاب يمينية متطرفة، وأحزاب كردية، فيما ركز خطاباته على الأخطاء التي وقع فيها نظام أردوغان، والنزعة الاستبدادية التي انتهجها، وكذلك ملف اللاجئين، حيث لوح بترحيلهم حال فوزه، وهو ما دعا أحزاب الأحزاب المعارضة لتواجد المهاجرين داخل تركيا إلى دعمه، وهو حزب النصر اليميني المتطرف.
أوغلو طرح على الناخبين برنامجًا شاملًا ووعودًا بتحسين النظام الديمقراطي، بما في ذلك العودة إلى النظام البرلماني، وهو النظام الذي ألغاه أردوغان مسبقًا،
أوغان يعزز فرص الفوز
على الرغم من تقدم أردوغان في الجولة الأولى، إلا أن هناك تقارب في نتائج المرشحين المتنافسين، وهو ما دعا إلى أن المرشح الثالث سنان أوغان والذي حصل على 5.2 % من الأصوات قد يكون كلمة السر في تعزيز فرص مرشح على آخر بالفوز.
وقبل ايام أعلن أوغان دعمه الكامل وتوجيه مؤيديه إلى التصويت لأردوغان، معلنًا أن المعارضة لم تستطع إقناعه، وكذلك تلقى دعمًا من الأكراد وهو ما أعلن أوغان رفضه، ليبقى كلمة السر الحاسمة التي قد تقلب الموازين وتؤيد كفة مرشح على آخر في حال توجيه الأصوات التي حصل عليها لمرشح دون الآخر.
حزب أردوغان يحصل على الأغلبية البرلمانية
وفي الانتخابات البرلمانية التي أجريت مع الجولة الأولى للانتخابات الرئاسية، وفي تحالف الجمهور الحاكم، حصل حزب العدالة والتنمية على نسبة 35.49% من الأصوات ما يمنحه 266 نائباً في البرلمان المقبل، وحزب الحركة القومية على 10.06% و50 نائباً، وحزب الرفاه مجدداً على 2.83% و5 نواب، وحزب الاتحاد الكبير على 0.99% من الأصوات بدون أي نائب في البرلمان، ما يعطي التحالف أغلبية مقاعد البرلمان بواقع 321 نائباً إثر الحصول على نسبة 49.37% من الأصوات.
أما تحالف الشعب المعارض، حصل حزب الشعب الجمهوري على 25.37% من الأصوات محققاً 169 مقعداً برلمانياً، والحزب الجيد على 9.75% من الأصوات و44 مقعداً برلمانياً، كما حصل كل من حزب الديمقراطية والتقدم على 14 مقعداً برلمانياً، وحزب المستقبل على 11 وحزب السعادة على 10 والحزب الديمقراطي على 3 مقاعد، عبر مرشحيهم على قوائم الشعب الجمهوري، ويمنح ذلك التحالف ككل 213 نائباً بعد الحصول على نسبة 35.12% من الأصوات.
بينما تحالف العمل والحرية، حصل حزب الشعوب الديمقراطي الذي خاض الانتخابات تحت اسم حزب اليسار الأخضر على نسبة 8.8% من الأصوات و62 نائباً في البرلمان، وحزب العمل التركي على 1.73% من الأصوات و5 نواب، بمجمل 10.52% من الأصوات و66 نائباً، بينما بقي تحالف أتا (الأجداد) وتحالف اتحاد القوى الاشتراكية بدون أي نائب في البرلمان.